كشفت مصادر مهنية جزائرية أن حوالي خمسة آلاف طبيب (4700) قد هاجروا إلى فرنسا للاستقرار فيها بشكل نهائي.
وتضيف هذه المصادر أن هذا العدد يشكل نصف عدد الأطباء الجزائريين من ذوي الاختصاصات. وهو ما يزيد من فداحة الظاهرة التي تمسّ خيرة الشبان، والذين تلقّوا التعليم المتخصص والتكوين بفضل تضحيات المجموعة الوطنية. وربما أمكن إيجاد الأعذار المختلفة لهؤلاء الشبان الذين وجدوا ملاذا في الهجرة، سواء بسبب البطالة التي تمسّ أصحاب الشهائد، أو بسبب أفضلية الفرص المتوفّرة في البلدان التي يقصدها هؤلاء، إلا أنه ينبغي التفكير في سبل وقف نزيف العقول المتواصل.
فالدول الأوروبية، التي تدعو الى تحرير العلاقات التجارية مع شركائها، تتمسّك بصرامة، بحقّها في إغلاق حدودها أمام أمواج الهجرة، فاتحة الباب أمام هجرة انتقائية، باتت تشكل خطرا على بلداننا من حيث أنها ترجّح كفّة ومصالح الدول المستقبلة لهذه العقول.
وإذا كانت الدول الأوروبية قد نظّمت موقفها عبر قانون أوروبي للهجرة، فإنه على الدول المغاربية أن تعمل من جانبها على تطوير الاطر التعاقدية مع شركائها الأوروبيين حول الهجرة عموما، وهجرة العقول بصفة خاصة.
كما أنه على دولنا أن تفكّر في تحرير سوق الشغل مغاربيا وعربيا وخاصة في ما يتعلّق بالاختصاصات المهنية الدقيقة.